*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته*
شتاء عام 1968
كانت شابة على قدر كبير من الجمال والأدب .
كانت نظرات الشباب تلاحقها وتتابع خطواتها وتحركاتها أينما حلّت وتوجهت .
أما هو فكان شاباً عادياً يكاد أن يلحظه أحد .
هكذا كانت هي .
وهكذا كان حاله في بداية الحفلة.
لكن الأمر إختلف تماماً في نهايتها .
عندما تقدم نحوها وبأدبه وخجله المعهودين ألقى عليها التحية ودعاها لتناول كوب قهوة معه .
فاجأها طلبه .
لكنها ولأسباب لا تعرفها إستجابت لرغبته وجلست معه في مقهى مجاور .
ربما القدر هو من أرادها أن تقبل الدعوة .
وربما كتب الله لهما شيئاً لا يعلمانه الأن لكنه سُجل في اللوح المحفوظ.
جلست وجلس مقابلها كانت تنظر من زجاج النافذة .
أما هو فكان مضطرباً جداً ولم يستطع الحديث
هي أيضا كان التوتر بادياً عليها وشعرت بعدم الإرتياح
وكانت على وشك الاستئذان
وفجأة أشار للجرسون قائلاً: رجاءاً.. أريد بعض الملح لقهوتي
الكل نظر إليه بإستغراب
وأحمر وجهه خجلاً ومع هذا وضع الملح في قهوته وشربها
سألته بفضول: لماذا فعلت هذا ؟هل هي عادة ؟؟
لماذا تضع الملح بدل السكر ؟؟
أجابها : عندما كنت فتىءً صغيراً، كنت أعيش بالقرب من البحر، كنت أحب البحر وأشعر بملوحته، تماماً مثل القهوة المالحة..
الآن كل مرة أشرب القهوة المالحه أتذكر طفولتي، بلدتي، وأشتاق لأبوي اللذين يعيشان هناك الآن
حينما قال ذلك ملأت عيناه الدموع.. تأثر كثيراً
كان ذلك شعوره الحقيقي من صميم قلبه
الرجل الذي يستطيع البوح بشوقه لوطنه لابد أن يكون رجلا ًمحباً له مهتم به، يشعر بالمسؤوليه تجاهه وتجاه أسرته
ثم بدأت هي بالحديث عن طفولتها وأهلها وكان حديثاً ممتعاً
إستمروا في مقابلة بعضهم بعضاً
واكتشفت إنه الرجل الذي تنطبق عليه المواصفات التي تريدها
كان ذكياً، طيب القلب، حنوناً، حريصاً,, كان رجلا نادراً.. وكانت تشتاق إلى رؤيته
والشكر طبعا لقهوته المالحة
القصة كأي قصة حب أخرى
الأمير يتزوج الاميرة
وعاشا حياة رائعة
وكانت كلما صنعت له قهوة وضعت فيها ملحاً لأنها كانت تدرك أنه يحبها هكذا.. مالحة
.
بعد أربعين عاما توفاه الله
وترك لها رساله هذا نصها :
عزيزتي ، أرجوك سامحيني ،
سامحيني على كذبة حياتي، كانت الكذبة الوحيدة التي كذبتها عليك, القهوة المالحة
تذكرين بأول لقاء بيننا؟ كنت مضطرباً وقتها وأردت طلب سكر لقهوتي ولكن نتيجة لإضطرابي طلبت ملحاً.. وخجلت من العدول عن كلامي فاستمريت، لم أكن أتوقع أن هذا سيكون بدايه إرتباطنا سوياً
أردت إخبارك بالحقيقة بعد هذه الحادثة.. ولكني خفت أن أطلعك عليها!! فقررت ألا أكذب عليك أبداً مرة أخرى
الآن أنا أموت,, لذلك لست خائفاً من اطلاعك على الحقيقة
أنا لا أحب القهوة المالحة !! ياله من طعم غريب
لكني شربت القهوة المالحة طوال حياتي معك ولم أشعر بالاسف على شربي لها لأن وجودي معك يطغى على أي شيء
لو أن لي حياة أخرى أعيشها لعشتها معك حتى لو اضطررت لشرب القهوة المالحة مراراً وتكراراً
دموعها أغرقت الرسالة
يوماً ما سألها أحدهم: ما طعم القهوة المالحة؟
فأجابت .... انها الذ شئ تناولته في حياتي
لك كذبك حلووووووووووووو